السبت، 19 سبتمبر 2009

الى درويش .. متأخراً جداً كما يليق بلاعب نرد غير محترف!



أحمد الخيّال
19/9/2009


درويش..
منذ ان فارقتنا جسدا وانا لا اجرؤ على رثائك او الكتابة لك برغم إخلاص الكلمات لي دوما في الحضور ..
كلاعب نرد غير محترف كنت استمع لك دوما .. مرة واحدة عينا لعين .. ولامنتهى مرات عبر كل وسيلة ميديا متوفرة .. والآن .. حيث تعانق العدم .. دون تموجات للياسمين او ألق لزنابق طرزت بها وشاحك الشعري الحريري المجعد بالألم .. لم أعد اجد بنفسي سوى احمد الزعتر / احمد العربي .. يعانق وحدته بالخندق !

ليس لي أيُّ دور بما كُنْتُ
أو سأكونْ ...
هو الحظُّ . والحظ لا اسم لَهُ
قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا
أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء
نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد
نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَ
نحن الذين كتبنا النصوص لهم
واختبأنا وراء الأولمب ...
فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون
وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون
ومن سوء حظ المؤلف أن الخيال
هو الواقعيُّ علي خشبات المسارح ِ

هي خطيئة شائعة ان يتم اختزال شاعر في قصيدة .. ثم ان يتم إختزال شاعر وقصيدة في مقطع .. تماما كما ( لن ) افعل الآن ..
لاعب النرد .. من قصائد درويش المتأخرة زمنيا المتقدمة قيمة وحرفية وصدقا، يسطع بصورة رئيسة بها تكنيك مميز لدرويش في اللجوء الى التعبير الشعري عن طريق ما يسمى بمجامع الكلم اي تلك المقولة القائمة بذاتها والتي تحاول التفسير او الوصف وتدعي قدرتها على الصمود امام طبيعة يتميز بها الزمن وهي النسيان ..

المقدس .. والآخر .. ووهم الإنعتاق .. بدت افكار تلح في كلمات درويش المتأخرة بجرأة مغلفة ببراعة المجاز الشعري ومتمترسة بسيّال وحشي من اللذة الشعريّة الحقيقية بينما كان الموت والوحدة كمترادفان يشكلان إطار اللوحة في المنفى الدافيء ..

نعم درويش .. من سوء حظ المؤلف ان الخيال هو الواقعي على خشبات المسارح .. ومن سوء حظك انت ان الخيالي هو واقعي تحت الركام بينما الممكن هو خيالي بوعي ودهشة الآخرين .

للإستماع الى ( لاعب النرد ) بصوت واداء درويش وهي بالمناسبة تجربة أخرى وتفردا آخر له تميز به عن طريق ادائه التخيلي وطريقة مخارج الفاظه التي تضيف للكلمة الصماء بعدا إضافيا يتجاوز بالنص حد الكمال !

 



ليست هناك تعليقات: